بخشی از کتاب

 

مقدمه المؤلف

اللهم کن لولیک الحجه بن الحسن صلواتک علیه وعلى آبائه فی هذه الساعه وفی کل ساعه ولیاً وحافظاً وقائداً وناصراً ودلیلاً وعیناً حتى تسکنه أرضک طوعاً وتمتعه فیها طویلاً

إن الثقافه المهدویه من أهم الموضوعات والأغراض التی قد انتبه لها المسلمون عبر التاریخ الإسلامی دوماً ولاسیّما الشیعه. کانت المؤلِّفات الأدبیه حول الإمام المنتظَرf فی العصور السابقه مبعثره هنا وهناک وقلّما نشاهد دیوانَ شعر أو مؤلَّفاً أدبیاً مهدویاً بحتاً، لکن تطرق شعراء الشیعه الملتزمون فی العصر المعاصر إلى هذا الهام ونظموا أشعاراً و ألّفوا دواوینَ مختصه بالإمام المنتظَرf، وتناولوا قسماً جدیداً من الأدب الشیعی تحت عنوان الأدب المهدوی.

تدلّ هذه الدراسه على أن المحافظات الشرقیه من السعودیه هی الموطن الرئیس للأدب المهدوی فی العصر المعاصر –خاصهً بعد الثوره الإسلامیه بإیران- بین البلدان العربیه، ولکن للأسف الشدید لم یدرس أحد من الباحثین إلى الآن الأشعار المهدویه لشعراء هذه البلاد. فإذن الدراسه هذه محاوله للتعرّف على شعراء السعودیه الشیعه وأشعارهم المهدویه، ومقارنه الأشعار المهدویه لکبار الشعراء الإیرانیین للثوره الإسلامیه والملتزمین بشعائرهم، وأشعار شعراء السعودیه لکی یتعّرف المتلقّی –إلى حدّ ما- على فکره الانتظار لدى شعراء هذین البلدین. فلذلک قد اختیرَ فی هذه الدراسه خمسه شعراء إیرانیین وخمسه شعراء سعودیین لإناره الضوء على هذا الهام، شعراء إیران هم: سلمان هراتی، ونصر الله مردانی، وقیصر أمین بور، والسید علی موسوی گرمارودی، وعلیرضا قزوه. شعراء السعودیه هم: محمد علی آل ناصر، وعبد الکریم مبارک آل زرع، والسید حسین کاظم الخلیفه، ومعتوق عبد الله آل معتوق، وعلی جعفر آل إبراهیم. قام هذا البحث بدراسه أهم الأغراض الموجوده فی هذه الأشعار المهدویه مرکِّزاً على فکره الانتظار وقام بمقارنتها. تشتمل هذه الأغراض على: الاستعداد للظهور، والانتظار رمز للأمل والحب الأعلى، والمستقبل البشری والمدینه الفاضله المهدویه، والمقاومه والصمود من ملامح الانتظار، وحاجه البشریه إلى المنقِذ الإلهی و … .

أما هذا الکتاب فهو رسالتی الماجستیر بجامعه شیراز ولذلک یفرض علیّ الواجب أن أتقدم بجزیل الشکر للدکتور البروفسور سید فضل الله میرقادری کالمشرف الذی حثّنی على هذه المحاوله، وأبدى لی توجهاته القیمه جداً بشأنها، وأشکر من ساعدنی فی طباعتها ویسّر نشرها بین الباحثین. کما أتقدم بالشکر الجزیل سلفاً لکل مَن ینبّهنی على ما فیها من نقص وهفوات، فلذلک سیکون تسدیداً للخطوات التالیه.

وأسأل الله تعالى أن یوفّق کل العاملین لخدمه الثقافه المهدویه العریقه، وأن یجعل أعمالنا خالصه لوجهه الکریم، إنه تعالى ولی التوفیق.